العراق يواجه تحديات استغلال مياه الأمطار: نقص السدود يهدر فرصة ذهبية

بغداد / طه الحضرمي

في ظل تقلبات المناخ العالمية المتسارعة، شهدت مناطق مختلفة من العراق هطول أمطار غزيرة، ما كان يمكن أن يمثل فرصة ذهبية لتعزيز موارده المائية في بلد يعاني منذ عقود من الجفاف وشح المياه. لكن، الفرصة ذهبت أدراج الرياح بسبب النقص الحاد في البنية التحتية لتخزين مياه الأمطار، خاصة السدود

مع استمرار الأمطار الغزيرة، تكشفت معضلة عميقة تتمثل في قلة السدود وأنظمة التخزين، مما تسبب في ضياع كميات هائلة من المياه التي كان من الممكن استخدامها لتحسين الوضع المائي في البلاد. الواقع الحالي يلقي الضوء على مشكلة كبيرة، حيث تجري مياه الأمطار إلى البحر دون أن تترك وراءها سوى الأضرار.

الفيضانات التي نجمت عن هذه الأمطار الغزيرة أدت إلى خسائر مادية في بنية البلاد التحتية والممتلكات الخاصة والعامة، ما يبرز الحاجة الماسة إلى تحديث وتوسيع البنية التحتية لإدارة المياه. من جهتها، تواجه الزراعة تحديات مضاعفة، حيث كان من الممكن لهذه المياه أن تسهم في دعم القطاع الزراعي الذي يعاني بالفعل من الجفاف.

خبراء المياه والبيئة يدقون ناقوس الخطر، مشددين على ضرورة أن يتخذ العراق خطوات جادة وسريعة لبناء السدود وتحسين أنظمة التخزين وإدارة المياه. يؤكدون أن هذا ليس فقط ضروريًا لاستغلال مياه الأمطار بشكل فعال، ولكن أيضًا لضمان توفير مصادر مستدامة للمياه تدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في البلاد.

الحكومة العراقية، من جانبها، أعربت عن التزامها بتعزيز البنية التحتية المائية، ولكن الحاجة إلى تحرك عاجل ومنسق أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. المواطنون والمجتمع المدني يدعون إلى تكاتف الجهود وتسريع الإجراءات لضمان عدم ضياع مزيد من الفرص الذهبية للنهوض بالواقع المائي في العراق.

في خضم هذه التحديات، يقف العراق على مفترق طرق حاسم يتطلب قرارات استراتيجية واستثمارات جريئة لإعادة تشكيل مستقبله المائي، وتحويل التحديات الراهنة إلى فرص مستدامة تخدم الأجيال القادمة.