اكد تقرير لوكالة رويترز ان ازمة المياه وارتفاع نسبة الملوحة في التربة في مدينة البصرة دفعت المزارعين الى الاستثمار في زراعة شجرة السدر بدلا عن النخيل حيث تتطلب السدر كميات اقل من المياه خلال أزمة الري.
وذكر التقرير أن “العراق جزء من منطقة “الهلال الخصيب” وهي الأراضي الصالحة للزراعة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج والتي تتم زراعتها منذ آلاف السنين”.
واضاف التقرير ان ” بساتين النخيل في الوقت الحالي تشهد تدهورا كبيرا نتيجة عقود من الحروب وبناء السدود التركية على نهري دجلة والفرات و انخفاض اتجاهات هطول الأمطار مما يجعل المزارعين يواجهون فقدان سبل عيشهم”.
وقال احد المزارعين في البصرة ويدعى ابراهيم إن ” أشجار السدر متوسطة الحجم دائمة الخضرة التي موطنها الشرق الأوسط تستهلك القليل من المياه وتستطيع الاعتماد على المياه الجوفية المالحة”. مضيفا أن” السدر يؤتي ثماره اعتبارا من عامه الثاني، فيما تستغرق النخلة خمس سنوات على الأقل”.
وتابع “لجأت إلى السدر لأنني أرى أن مردوده المالي أفضل من مردود النخل، فحتى لو أعطيته الماء المالح، فإن الفاكهة ستكون هي نفسها، وربما تكون أفضل ، كما أن أشجار النخيل ليست متينة ، فحتى إذا أعطيتها ماء مالح باستمرار، فلن يكون طعم التمر حلوا، ولن ينمو كثيرا، وقد يموت، وقد لا يعطيك نفس الجودة، ونحن هنا على أرض رملية، لذا فان السدر هنا سيكون رقم واحد”.
واوضح التقرير ان ” نقص المياه وملوحة التربة تشكل احدث ضربة لاعمال المزارعين في البصرة ، وقد دفع ذلك بعد سنوات من الاستثمار في مزارع النخيل الخاصة بهم، في التعامل مع الواقع المرير المتمثل في أن إنتاجها قد وقع ضحية لارتفاع نسبة الملح في الماء”.
واشار التقرير الى ان ” اتلاف اشجار النخيل، وتلوث التربة بشكل عام، دفع معظم المزارعين إلى التخلي عن زراعة النخيل بسبب ارتفاع نسبة الأملاح، ذلك ان نسبة الأملاح العالية يمكن أن تلوث التربة بشكل مستمر، ولا يمكن التخلص منها بسهولة لأنه إذا جاء المد الملحي، فلن تتمكن من التخلص منه في لحظة”
السدر بدل النخيل في البصرة بسبب ارتفاع ملوحة المياه
مقالات ذات صلة
احدث التعليقات
Hello world!
على