يجسد الفنان الفلسطيني، ماهر ناجي، تاريخ ومعاناة الشعب الفلسطيني وهويته التراثية من خلال لوحاته الفنية التي تتسم بطابع إبداعي فريد يمزج عراقة الفن الروسي بالقضية الفلسطينية.
وبحسب الفنان ناجي، فإنه يستمد إلهامه من ذكريات طفولته ومن الحكايات التي كانت ترويها والدته له قبل مغادرته فلسطين للدراسة في أكاديمية البارون ستيغليتز للفنون بمدينة سان بطرسبورغ الروسية.
ونتيجة لهذا الإلهام، تعرض لوحاته الفنية شخصيات متلاشية، تتغنى بأزمنة التاريخ الكامل والأساطير الحية، وتنبع تلك النعومة أيضا من أعماله المؤثرة المعروضة في متحف فلسطين في وودبريدغ بولاية ميشيغان الأمريكية، والتي يتم عرضها تحت شعار “ليكن الفن والحب لغتنا المشتركة”.
ويقول الفنان ماهر ناجي: “عندما كنت أعيش في روسيا، تأثرت بالرومانسية الأوروبية وكنت أرسم في الغالب تجسيدا للتقاليد الفلسطينية مثل مشاهد الفلاحين في الحقول والنساء اللاتي يرقصن في الأعراس لأنني أعتقد أن الثقافة الفلسطينية هي التي ترسم تجسيدا للتقاليد الفلسطينية، والتاريخ الحضاري لأي شعب هو ركيزة لاستمرارية تطوره”.
وأضاف: “لكن عندما عدت إلى غزة، بدأ عملي يرتبط بشكل أوثق بالواقع الذي كنت أعيشه. لقد جاء ذلك بشكل طبيعي، فالفنان هو ابن بيئته”.
وعاد ناجي إلى غزة في عام 1994، ونشأ منذ ذلك الحين شعور بالمنفى المزدوج الذي يبدو أنه يزداد طوال عمله، وكان ذلك واضحا في أعماله حيث يختلط المشهدان الفلسطيني والروسي ويصبحان واحدا، مما يسمح للخيال بإصلاح تمزق الواقع.
ويوضح الفنان الفلسطيني: “نحن كفلسطينيين نحمل فينا الحنين، ولكننا نحمل أيضا عناصر البقاء والتجديد. وهكذا فإن الارتباط بمكان ما يحل محل الآخر، ويصبح الحنين متبادلا”
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، اتخذت بعض لوحات ناجي تحولا غير مسبوق: مثل لوحة الثورة، والغضب الناري، موضحا أن “في الواقع، بعض لوحاتي تعبر عن المقاومة بشكل مباشر، لكنني أفضل أن أتناول الصراع القائم بين شعبي والمحتل من خلال أعمال تحمل محتوى تاريخيا أو أسطوريا وتتعمق في فهم أكثر بنيوية للصراع”.
()