الخميس, سبتمبر 19, 2024
الرئيسيةكتاباتتقرير شامل عن حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

تقرير شامل عن حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

بغداد / طه الحضرمي

مقدمة

في يوم مأساوي هز أركان إيران وأثار صدمة عميقة في الأوساط السياسية والشعبية، أعلنت السلطات الإيرانية يوم الاثنين عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعدة مسؤولين آخرين إثر تحطم مروحيتهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران. وقع الحادث خلال عودة الرئيس ومرافقيه من حفل تدشين سد مشترك على نهر آراس الحدودي بين إيران وأذربيجان، والذي حضره صباح الأحد مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف.

تفاصيل الرحلة الأخيرة

وفقًا لغلام حسين إسماعيلي، مدير المكتب الرئاسي الإيراني، بدأت الرحلة صباح يوم الأحد عندما غادر الوفد الرئاسي طهران متجهًا إلى تبريز. بعد وصولهم إلى تبريز، استقلوا مروحياتهم في تمام الساعة السابعة صباحًا وتوجهوا إلى موقع المشاريع المشتركة بين إيران وأذربيجان. كان الطقس في بداية الرحلة جيدًا وصافيًا، مما سمح للوفد بإتمام مهامهم بنجاح.

الأنشطة والمشاريع

في موقع المشاريع، تم افتتاح السد المشترك على نهر آراس بحضور رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف. تخلل حفل الافتتاح لقاء مشترك استمر لمدة ساعة بين الجانبين، حيث بحثوا سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات المياه والطاقة والزراعة.

تفاصيل الحادث

عند حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، أقلعت المروحيات من موقع المشاريع عائدة إلى تبريز. وصف إسماعيلي الطقس في ذلك الوقت بأنه كان جيدًا ولم يكن هناك أي ظواهر جوية غير عادية. بعد حوالي نصف ساعة من الطيران، ظهرت كتلة من السحاب في وادي مجاور لمنجم سونغون للنحاس. أوضح إسماعيلي أنه لم يكن هناك ضباب ظاهر في مسار الرحلة، ورغم ذلك كانت السحب أعلى قليلاً من مستوى الطيران.

اللحظات الحرجة

أمر طيار المروحية التي تقل الرئيس بزيادة الارتفاع لتجاوز السحابة. ولكن بعد مرور 30 ثانية، لاحظ طاقم مروحية إسماعيلي غياب مروحية الرئيس من الرادار. اختفت الغيوم فجأة وظهرت معالم منجم سونغون للنحاس أسفلهم. حاول طيار مروحية إسماعيلي مرارًا التواصل مع مروحية الرئيس، ولكن دون جدوى. بعد عدة محاولات فاشلة للاتصال، هبطت مروحية إسماعيلي في منطقة منجم سونغون للنحاس وبدأت عملية البحث.

عملية البحث والإنقاذ

بدأت عملية البحث فورًا بعد فقدان الاتصال بمروحية الرئيس. تم تجهيز طواقم الإنقاذ بسيارات الإسعاف والمعدات الطبية اللازمة وتوجهوا إلى منطقة الحادث في ظل ظروف جوية صعبة، تضمنت ضبابًا كثيفًا ورياحًا شديدة. استمرت عملية البحث لعدة ساعات، حتى تم العثور على حطام المروحية

نتائج البحث

أفاد إسماعيلي أن السيد آل هاشم، إمام جمعة تبريز، الذي كان ضمن الركاب، كان يجيب على المكالمات الهاتفية خلال عملية البحث، لكنه توفي لاحقًا متأثرًا بجروحه. أكد إسماعيلي أن باقي الركاب، بما فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، لقوا حتفهم فور وقوع الحادث.

الشخصيات البارزة على متن المروحية

كان على متن المروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين. إبراهيم رئيسي، الذي انتخب كالثامن لرئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران عام 2021، كان شخصية بارزة في السياسة الإيرانية. شغل سابقًا منصب رئيس السلطة القضائية ونائب الرئيس، وأدار مؤسسة “آستان قدس رضوي” الثرية.

ردود الفعل العالمية والمحلية

أثار الحادث صدمة واسعة في إيران والعالم. عبر العديد من قادة الدول عن تعازيهم للشعب الإيراني، مؤكدين على أهمية إجراء تحقيق شامل لكشف ملابسات الحادث. على الصعيد الداخلي، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى تحقيق دقيق وشامل لضمان الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.

يوم التشييع والمشاركون

من المتوقع أن يُقام تشييع رسمي لجثامين الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والمسؤولين الآخرين في العاصمة طهران. سيشارك في التشييع كبار المسؤولين الإيرانيين، وقادة الحرس الثوري، ورؤساء الدول الصديقة، بالإضافة إلى حشود كبيرة من المواطنين الإيرانيين الذين سيأتون لتقديم العزاء. ستكون هذه المناسبة فرصة لتأكيد الوحدة الوطنية وتكريم الشخصيات التي فقدت في الحادث.

أسرار الحادث والتحقيقات الجارية

لا تزال تفاصيل الحادث محاطة بالغموض. تثير السحابة التي ظهرت في مسار المروحية تساؤلات حول دورها في الحادث، وما إذا كان ينبغي منع الطيران في تلك الظروف الجوية. طالب العديد من المسؤولين بإجراء تحقيق شامل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحادث وضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل. كما يتعين على فرق التحقيق مراجعة سجل الطيران والاتصالات اللاسلكية والمعلومات المناخية لتحديد كافة الملابسات المحيطة بالحادث.

الخاتمة

تشكل وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والمسؤولين المرافقين له خسارة كبيرة لإيران في فترة حساسة من تاريخ البلاد. يأتي هذا الحادث ليذكر بأهمية الامتثال الصارم لمعايير السلامة الجوية، وأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات المستقبلية. تتوجه أنظار العالم إلى إيران، مترقبة نتائج التحقيقات والإجراءات التي ستتخذ لضمان سلامة الطيران ومنع تكرار مثل هذه المآسي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات