انسايد نيوز/تستضيف ألمانيا اعتبارا من 14 يونيو/ حزيران الجاري، النسخة الـ17 من كأس الأمم الأوروبية، حيث ستشهد سباقا بين ثلة من نجوم متألقة تسعى لتكريس صورتها الناصعة من أجل قيادة منتخبات بلادها إلى التاج القاري.
وتتجه الأنظار خلال اليورو على أسماء بعينها ملأت الملاعب صخبا، لكن المشهد سيكون أشبه بصراع أجيال، بين نجوم تسعى لتدوين الفصل الأخير في كتاب مليء بالإنجازات، وأخرى تأمل أن تواصل سرد قصة توهج بدأت للتو.
ويتجسد صراع الأجيال بتوفر قائمة نجوم الصف الأول في البطولة الأوروبية على أسماء، مثل الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو والمخضرم الكرواتي لوكا موردريتش من جهة، والنجمين المتوهجين، الفرنسي كليان مبابي والإنجليزي جود بيلينغهام من جهة أخرى، دون إغفال أسماء أخرى على غرار الإنجليزي هاري كين والألماني جمال موسيالا وغيرهما من لاعبين من المتوقع أن يظهروا بصورة مبهرة .
واعتقد البعض أن مسيرة كريستيانو رونالدو المذهلة شارفت على الانتهاء خصوصا بعدما جلس على دكة الاحتياط في مونديال قطر 2022 قبل أن يغادر فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي بصورة غير مرضية، بيد أن النجم الكبير استطاع أن يستعيد التوهج بظهور رائعة مع ناديه الجديد النصر السعودي الذي سجل معه 44 هدفا في كل المسابقات، منها 35 في الدوري ليحطم الرقم القياسي لأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في نسخة واحدة.
وعاد حامل الكرة الذهبية خمس مرات، إلى المنتخب بقوة رفقة المدرب الجديد الإسباني روبرتو مارتينيز، مسجلا 10 أهداف في تصفيات اليورو، وبات أحد أبرز أسلحة المنتخب البرتغالي للفوز باللقب الثاني بعد نسخة 2016.
وسجل كريستيانو مع المنتخب البرتغالي في مسيرته 128 هدفا، في حصيلة مذهلة جعلته هدافا للعالم على مستوى المنتخبات، في حين قدم 46 تمريرة حاسمة خلال 206 مباريات خاضها.
بدوره شغل كليان مبابي العالم في السنوات الأخيرة بعد التألق اللافت مع المنتخب الفرنسي، وظل في الواجهة أيضا بعد فصول طويلة من قصة الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني التي انتهت قبل أسبوع بإتمام الانضمام إلى بطل أوروبا 15 مرة.
وحافظ مبابي خلال مونديال قطر 2022 رغم الاكتفاء بالوصافة، على الصورة الرائعة التي قدمها في مونديال روسيا 2018، عندما ساعد منتخب بلاده على الفوز باللقب، وذلك بسبب الأهداف الثلاثة التي سجلها في مرمى المنتخب الأرجنتيني في نهائي الدوحة، الذي بات الأشهر في كأس العالم عبر التاريخ .
ويدرك مبابي أن الفوز بلقب اليورو الذي يفتقده مع المنتخب الفرنسي، قد يوصله الى هدفه بنيل الكرة الذهبية، في ظل موسم لم يكن مثاليا مع ناديه السابق باريس سان جرمان على الصعيد الأوروبي بعد الخروج من ربع نهائي دوري الأبطال.
ويملك مبابي حصيلة رائعة مع المنتخب الفرنسي بعدما سجل 47 هدفا في 78 مباراة في كل المسابقات، وقدم 33 تمريرة حاسمة .
ويبرز الإنجليزي جود بيلينغهام كلاعب استثنائي يملك موهبة فريدة أظهرها بشكل رائع في ريال مدريد هذا الموسم خصوصا في ظل النجاعة التهديفية الكبيرة رغم مركزه كمتوسط ميدان، حيث سجل 25 هدفا الموسم الحالي مع ناديه المتوج بطلا لدوري أبطال أوروبا.
ويعول المنتخب الإنجليزي وصيف يورو 2021 على نجومية جود من أجل إنهاء فترة جفاء مع الألقاب الكبيرة امتدت طويلا وتحديدا منذ الفوز بكأس العالم عام 1966.
وخاض بيلنغهام (20 عاما) مع المنتخب الإنجليزي 29 مباراة، وسجل ثلاثة أهداف وقدم 5 تمريرات حاسمة.
ويعد الكرواتي لوكا مودريتش ممثلا آخر لجيل العمالقة في كرة القدم الأوروبية، بعد مسيرة كبيرة مع المنتخب ونادي ريال مدريد رغم وصوله إلى عامه الـ 38، مثبتا أنه مازال قادرا على التوهج، وما أدل على ذلك من تمديد النادي عقده.
وسيكون النجم الكبير ركنا اساسيا في مساعي المنتخب الكرواتي في تحقيق لقب كبير بعد وصافة مونديال روسيا 2018، والحصول على المركز الثالث في مونديال قطر 2022، ووصافة دوري الأمم الأوروبية العام الماضي، بعد خسارة النهائي أمام إسبانيا بركلات الترجيح.
وخاض مودريتش مع المنتخب الكرواتي 175 مباراة مسجلا 25 هدفا، وقدم 29 تمريرة حاسمة في حصيلة مميزة للاعب الوسط الخبير.
ويظهر الألماني جمال موسيالا بثوب اللاعب الشاب القادر على صنع الفارق رغم صغر سنه، حيث سيبلغ قريبا عامه الحادي والعشرين، عطفا على المستويات الطيبة التي قدمها مع ناديه بايرن ميونخ الألماني.
وتبقى أجمل لحظات مسيرة موسيالا هو ذلك الهدف الذي سجله في المباراة الأخيرة للنسخة قبل الماضية من الدوري الألماني أمام كولون في الدقيقة الأخيرة، ليهدي فريقه اللقب الحادي عشر تواليا آنذاك متفوقا على بروسيا دورتموند بفارق الأهداف.
وستكون الأنظار مسلطة على موسيالا من أجل تعويض المستوى المخيب الذي قدمه في مونديال قطر 2022 والظهور بالصورة المقنعة في اليورو الذي سيقام على أرضه وبين جماهيره.
وخاض اللاعب الشاب 12 مباراة مع المنتخب الألماني في مختلف المسابقات وسجل هدفا واحدا.