قال البيان الختامي للقمة المنعقدة في سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا، الأحد، إن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا تسبب “معاناة إنسانية ودماراً على نطاق واسع”، لكن الطريق إلى السلام “يحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف”.
ودعت أول قمة دولية حول السلام في أوكرانيا، والتي عقدت في غياب روسيا، إلى “إشراك جميع أطراف” النزاع بهدف وقف العمليات الحربية، بحسب البيان الختامي.
وحظي البيان بدعم معظم الدول التي حضرت القمة ويزيد عددها عن 90، إذ جاء في البيان، أن “الحرب المستمرة التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا لا تزال تسبب معاناة إنسانية ودماراً على نطاق واسع وتخلق مخاطر وأزمات ذات تداعيات عالمية”.
وأيدت غالبية كبرى من المشاركين المئة كذلك دعوة إلى تبادل الجنود الأسرى لدى الجانبين المتحاربين وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نقلتهم موسكو من أوكرانيا.
وجاء في البيان الختامي “نعتقد أن التوصل إلى السلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف وحواراً بينها”. وأضاف “نؤكد مجدداً التزامنا مبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضي كل الدول بما فيها أوكرانيا، ضمن حدودها المعترف بها دولياً”.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بانسحاب القوات الأوكرانية من جنوب وشرق البلاد، كأساس لمحادثات السلام، فيما قوبلت دعوته، بالرفض على نطاق واسع في القمة.
لكن الكرملين اعتبر، الأحد، أن أوكرانيا يجب أن “تفكر” في اقتراح السلام الذي طرحه الرئيس بوتين مؤخراً، لأن وضع قواتها على الجبهة “يزداد سوءاً”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن “دينامية الوضع الحالي على الجبهة تظهر لنا بشكل واضح أنه سيزداد سوءاً بالنسبة للأوكرانيين. ومن المرجح أن يفكر سياسي يضع مصالح الوطن فوق مصالحه، ومصالح أسياده في مثل هذا الاقتراح”، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وعقدت القمة التي غابت عنها روسيا والصين، فيما تواجه أوكرانيا صعوبات في ميدان المعركة، حيث ينقصها العديد والعتاد.
وأعلنت روسيا، الأحد، السيطرة على قرية جديدة في جنوب أوكرانيا، في إطار مواصلة تقدمها البطيء على الجبهة.
وقال الرئيس الأوكراني، إن دعم الزعماء الغربيين وغيرهم، “أظهر إمكانية استعادة سيادة القانون الدولي”، مضيفاً “آمل أن نتمكن من تحقيق نتائج في أقرب وقت ممكن… سنثبت للجميع في العالم أن ميثاق الأمم المتحدة يمكن أن يستعيد فعاليته الكاملة”.
وأضاف زيلينسكي في معرض كلمته: “يجب أن تنتهي الحرب ويتحقق السلام”، مضيفاً أن “جميع الدول المشاركة في المؤتمر تدعم وحدة أراضي أوكرانيا، وهي أيضاً مستعدة للدفاع عن هذا المبدأ”.
وأشاد الرئيس الأوكراني بالمشاركة الواسعة في القمة ووصفها بأنها علامة على نجاحها وتوقع أنها “ستصنع التاريخ”. وقال زيلينسكي للزعماء المجتمعين “اليوم وهو يوم الذي يبدأ فيه العالم الطريق صوب تحقيق نهاية سلمية عادلة”.