يعاني بعض الأطفال من “فرط القراءة”؛ الذي يجعلهم قادرون على القراءة بسرعة وبشكل غير متوقع لا يمثل أعمارهم. ومع ذلك، فإنهم يجدون صعوبة في فهم ما يقرأونه.
وبحسب موقع Parents تمت صياغة مصطلح فرط القراءة في عام 1967، وتتميز هذه الإعاقة في التعلم بأربع سمات: مهارات القراءة المتقدمة، وتعلم الطفل القراءة بنفسه دون مساعدة أحد، وتفضيل قوي للرسائل والكتب، والمعاناة من أحد اضطرابات النمو العصبي، مثل طيف التوحد.
تقول لورا جاستيس، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة أوهايو “تم استخدام المصطلح للمرة الأولى، في ستينيات القرن الماضي، خصوصا لوصف الأطفال الذين يعانون من إعاقات النمو العصبي، والذين أظهروا أيضًا مهارات ممتازة في قراءة الكلمات”.
وتابعت “بعد أكثر من 50 عامًا من ظهور مصطلح فرط القراءة للمرة الأولى، أصبحت هذه الحالة الآن مرتبطة بالتوحد، وغالبًا ما يتم الإبلاغ عنها كواحدة من القدرات العلمية في مرض التوحد. ومع ذلك، لم يحدد العلماء بعد مدى ارتباطها بالإدراك التوحدي واكتساب القراءة النموذجي.
وبشكل عام، يرتبط فرط القراءة ارتباطًا وثيقًا بالتوحد؛ إذ 84٪ من الأطفال الذين يعانون من فرط القراءة يتم تشخيصهم أيضا بطيف التوحد. ومع ذلك، فإن 6% إلى 14% فقط من الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد يعانون من فرط القراءة.
إن السمة الأكثر وضوحًا وشيوعًا المرتبطة بفرط القراءة هي مهارات قراءة الكلمات بسرعة، والأمر التالي هو الانبهار الشديد بالحروف والأشكال المطبوعة الأخرى وأحيانًا الأرقام.
ويقول الخبراء: “في بعض الأحيان يلاحظ الأهل أن طفلهم الصغير مفتون تمامًا بالرسائل مثلما قد يكون طفل آخر مفتونًا بالشاحنات والقطارات والكرات. وفي كثير من الأحيان، لديهم حب للحروف حتى قبل أن يعرفوا كيف تُنطق”.
ويضيفون: “تشير تقييمات المهارات المتعلقة بالقراءة بين الأطفال الذين يعانون من فرط القراءة أيضًا إلى وجود ميل لامتلاك مهارات إدراكية بصرية جيدة جدًا (على سبيل المثال، معدل اكتشاف الحروف، والتدوير العقلي للأرقام).
وتشير دراسات تصوير الدماغ أيضًا إلى أن مناطق الدماغ المرتبطة بالمعالجة البصرية قد يكون لها نشاط أكبر بين الأشخاص الذين يعانون من فرط القراءة.
لا توجد طريقة محددة لعلاج فرط القراءة. بل يمكن لمقدمي الرعاية التركيز على نقاط قوة وضعف أبنائهم الذين يعانون من فرط القراءة، ومن ثم استخدام نقاط القوة للتخلص من نقاط الضعف.
وعلى الرغم من أن فك رموز الكلمات بكفاءة ودقة يعد جزءًا ضروريًا من القراءة، إلا أنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح الأكاديمي. فيجب أن يكون الطلاب أيضًا قادرين على فهم ما يقرؤونه ودمج ما قرأوه في واجباتهم المدرسية والأنشطة المدرسية الأخرى.
لهذا السبب، من المرجح أن يحتاج الأطفال الذين يعانون من فرط القراءة إلى العمل مع مجموعة متنوعة من المتخصصين مثل اختصاصيي أمراض النطق واللغة وعلماء النفس العصبي، حتى يتمكنوا من تعلم طرق مواجهة تحديات القراءة لديهم. وقد يشمل علاج النطق وممارسة التواصل ودروسًا لتعليمهم كيفية فهم ما يقرؤونه.”