أفاد مصدر سياسي مطلع، يوم الخميس، بوصول وفد رفيع المستوى من بغداد إلى إقليم كوردستان للتباحث مع القيادات الكوردية بشأن التوغل التركي في محافظة دهوك.
وقال المصدر لوكالة انسايد نيوز، إن “مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وصل إلى أربيل عاصمة إقليم كوردستان على رأس وفد رفيع المستوى للتباحث مع القيادات الكوردية بشأن توغل الجيش التركي في محافظة دهوك”.
وأشار إلى أن “زيارة الوفد جاءت بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، للاطلاع والوقوف على آخر التطورات”.
ومساء يوم أمس الأربعاء، عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني اجتماعاً ترأسه رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، تناول موضوع التدخلات والخروقات التي تمارسها القوات التركية في المناطق الحدودية المشتركة، حيث تم التأكيد على رفض التوغل العسكري التركي، والمساس بالأراضي العراقية، وأن على تركيا مراعاة مبادئ حسن الجوار، والتعامل دبلوماسياً مع الحكومة العراقية، والتنسيق معها تجاه أي موضوع يتعلق بالجانب الأمني، بحسب بيان ورد لوكالة شفق نيوز.
ووجّه السوداني بإرسال وفد برئاسة مستشار الأمن القومي إلى إقليم كوردستان؛ من أجل الاطلاع على الأوضاع العامة، والخروج بموقف موحد من هذا الموضوع الذي يمسّ السيادة العراقية.
ودعا المجلس جميع الأطراف والقوى الوطنية لمساندة موقف الحكومة في هذا الأمر، مجدداً الموقف العراقي المبني على الدستور والقانون، الذي يمنع الاعتداء على أراضيه، أو استعمال الأراضي العراقية لتكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار.
وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قد قال يوم أمس الأربعاء “نحن عازمون على إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومترًا على طول حدودنا مع العراق وسوريا وتطهير المنطقة بالكامل، وسنواصل العمليات حتى يتم تحييد آخر عنصر منهم”.
وفي أواخر حزيران/ يونيو الماضي، رصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأمريكية في تقرير ورد لوكالة شفق نيوز، دخول الجيش التركي صوب إقليم كوردستان بـ300 دبابة ومدرعة وإقامة حاجز أمني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية من الشهر ذاته.
ووفقا للتقرير الصادر عن المنظمة، فإن الدبابات والمدرعات التركية توغلت في قرى (أورا، وسارو، وارادنا، وكيستا، وجلك، وبابير)، مؤكداً تنقل نحو 1000 جندي تركي بين قاعدة (كري باروخ) العسكرية التركية، وجبل (متين) خلف ناحية (بامرني) في غضون ثلاثة أيام، وأقاموا حاجزاً أمنياً بين قريتي “بابير” و”كاني بالافي” ولا يُسمح لأي مدني بالمرور إلا بعد التحقيق معه وإبراز هوية الأحوال المدنية العراقية أو البطاقة الوطنية.
كما أشار إلى أن تركيا تسعى حالياً إلى “رسم خطاً أمنياً يبدأ من منطقة (شيلادزى) ويمتد إلى قضاء (باتيفا) وسيمرُّ عبر ناحية (ديرلوك) و(بامرني) و(بيكوفا) بحيث تكون جميع القرى والبلدات والأقضية والنواحي والوديان والأراضي والسماء والماء خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي، وإذا ما حدث اشتباك في هذه المناطق فستصبح ساحات قال”.
وبحسب التقرير، فإن هناك هدفاً آخراً من هذا التحرك العسكري التركي وهو “الوصول إلى جبل (هفت تبق) في منطقة (شلادزى) واحتلال سلسلة جبال (كارا) مما يتسبب بفقدان حكومة إقليم كوردستان بين 70–75% من سلطتها على محافظة دهوك”.
وفي حينها، أعلن مستشار العلاقات العامة والإعلام في وزارة الدفاع التركية زكي أكنورك، أن القوات التركية تعمل على تطوير السيطرة في منطقة عملية “المخلب ـ القفل” العسكرية على الشريط الحدودي.