أنسايد نيوز/ الغت المحكمة العليا في بنغلاديش، معظم حصص الوظائف الحكومية التي أشعلت فتيل احتجاجات قادها طلاب وسقط خلالها 114 على الأقل، فيما انتشر الجيش بشوارع العاصمة دكا، بحسب تقارير إعلامية محلية.
وذكرت التقارير أن دائرة الاستئناف بالمحكمة العليا أبطلت أمراً من محكمة أدنى درجة، كان قد أعاد نظام الحصص للوظائف الحكومية وأشعل احتجاجات دامية، وأمرت المحكمة العليا بأن تظل نسبة 93% من وظائف الحكومة مفتوحة لمرشحين على أساس الاستحقاق والكفاءة دون تخصيص حصص.
وقال شاهد إن الهدوء ساد الشوارع قرب مقر المحكمة العليا بعد القرار مباشرة، وإن فرقاً من الجيش انتشرت في شوارع العاصمة. وأظهرت لقطات تلفزيونية تمركز دبابة أمام بوابة المحكمة العليا.
ومددت الحكومة، (الأحد)، حظر التجوال مع استعداد السلطات لتبعات قرار المحكمة العليا، ونفذ جنود بدوريات في شوارع العاصمة دكا، مركز الاحتجاجات التي تحولت إلى اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن أمر حظر التجول، الذي صدر في وقت متأخر من الجمعة، تم تمديده حتى الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش) الأحد، وقد يستمر “لفترة غير محددة” بعد تعليقه لساعتين ليتسنى للسكان الحصول على احتياجاتهم.
وتم تعليق خدمات الإنترنت والرسائل النصية في بنجلاديش منذ الخميس، بينما قامت الشرطة بقمع المتظاهرين الذين تحدوا الحظر المفروض على التجمعات العامة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في بعض المناطق، فيما نشرت الجيش في بعض المناطق.
واندلعت الاضطرابات على مستوى البلاد بسبب غضب الطلاب من حصص الوظائف الحكومية، التي تضمنت تخصيص 30% من الوظائف لعائلات أولئك الذين ناضلوا من أجل الاستقلال عن باكستان.
وكانت حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة قد ألغت نظام الحصص في عام 2018، لكن المحكمة أعادته الشهر الماضي.
وعلقت المحكمة العليا القرار بعد طعن الحكومة عليه. وبعد الموافقة على تقديم موعد الجلسة المقررة في السابع من أغسطس/ آب، أمرت المحكمة الحكومة بخفض حصص الوظائف لتلك العائلات إلى 5% مع بقاء 2% لفئات مهمشة ومصابين بإعاقات، بحسب ما ذكرته التقارير.
كما أن الاحتجاجات، وهي الأكبر منذ إعادة انتخاب حسينة لرابع فترة حكم على التوالي هذا العام، تغذيها أيضاً معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب، الذين يشكلون ما يقرب من 20% من السكان.
ورفعت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، تحذيرها من السفر إلى بنجلاديش إلى المستوى الرابع، وحثت المواطنين الأمريكيين على عدم السفر إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا، بسبب ما وصفته بأنها “اضطرابات مدنية” في ظل استمرار الاحتجاجات.
وقالت الوزارة إنها سمحت بالمغادرة الطوعية لموظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين وأفراد أسرهم في بنجلاديش. وفي اليوم السابق، حثت الوزارة الناس على إعادة النظر في السفر إلى البلاد.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: “يتعين على المسافرين عدم السفر إلى بنجلاديش بسبب الاضطرابات المدنية المستمرة في دكا. تم الإبلاغ عن مظاهرات واشتباكات عنيفة في جميع أنحاء مدينة دكا والمناطق المحيطة بها وفي جميع أنحاء بنجلاديش”.
وأضافت: “بسبب الوضع الأمني، قد يكون هناك تأخير في تقديم الخدمات القنصلية المعتادة”.
وذكرت الوزارة أيضاً أنه بسبب المخاوف الأمنية، يخضع موظفو السفارة الأميركية في بنجلاديش لبعض القيود على الحركة والسفر، مما قد يحد من قدرتهم على تقديم خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين في البلاد.