ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة تستعد للإعلان عن اتفاق مع بغداد هذا الأسبوع، يتعلق بتخفيض عدد القوات الأمريكية في العراق.
ومن المتوقع أن تغادر القوات، التي يبلغ عددها حاليا 2500 جندي، بحلول نهاية عام 2026، وهو قرار يثير جدلا واسعا بين بعض النواب الأمريكيين.
وأشار التقرير، إلى أن المفاوضات بين الجانبين العراقي والأمريكي وصلت إلى مراحلها النهائية، بينما لا يزال هناك قلق حول استمرارية المعركة ضد فلول التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا.
وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، أن “التنظيمات الإرهابية هزمت على الأرض، لكن التهديد الذي يمثله لا يزال قائما”.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذا الاتفاق عقب اجتماع بين المسؤولين الأمريكيين والعراقيين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويأتي هذا الاتفاق ضمن جهود إدارة الرئيس جو بايدن لإعادة تنظيم الالتزامات الأمريكية في الخارج قبل انتهاء فترة ولايته.
لكن هذا القرار أثار قلقا في الكونغرس، حيث عبر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الجمهوري، مايك روجرز، عن إحباطه إزاء الصفقة، قائلا إنها “تفتقر إلى أي ميزة عسكرية استراتيجية” وقد تؤدي إلى تقوية التنظيمات الإرهابية.
ورغم هذه الانتقادات، تستمر القوات الخاصة الأمريكية والعراقية في تنفيذ هجمات ضد قيادات التنظيمات الإرهابية، وأكد مسؤول بوزارة الدفاع أن هذه العمليات ستستمر حتى مع تقليص الوجود الأمريكي في العراق.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أن “المبررات لم تعد متوفرة” لوجود كبير للقوات الأمريكية، في إشارة إلى تحقيق الاستقرار وتراجع تهديد التنظيمات الإرهابية.
كما أكد وزير الدفاع العراقي ثابت عباسي التوصل إلى اتفاق لتحويل عملية “العزم الصلب” إلى شراكة أمنية مستدامة.
ورغم انخفاض تهديد التنظيمات الإرهابية مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن التقرير يشير إلى زيادة في وتيرة هجمات التنظيم في العراق وسوريا خلال العام الجاري، حيث نفذ التنظيم 153 هجوما في النصف الأول من 2024 مقارنة بـ121 هجوما في العام الماضي.
ختاما، ذكر التقرير أن المفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق تركز على الانتقال من مهمة عسكرية إلى شراكة أمنية ثنائية طويلة الأمد، بالتعاون مع جميع شركاء التحالف الدولي.”