انسايد نيوز/ تمثل النفايات البلاستيكية في المحيط مشكلة متزايدة للكائنات الحية، بما في ذلك الطيور البحرية التي كثيرا ما تخطئ في اعتبارها طعاما.
وأظهرت دراسة جديدة أن المواد البلاستيكية التي تُركت لتطفو في مياه البحر من المحتمل أن تطلق مواد كيميائية سامة في الماء، ويمكن أن تفعل الشيء نفسه في معدة الطيور.
وعندما تُرك البلاستيك الأصلي في الماء لمدة ستة أشهر، بدا وكأنه يتسبب في تكوين نوع من الزبد على السطح، ما يحول المزيج إلى “حساء بلاستيكي”.
وقال الدكتور جوبي رازيل هوليس، من متحف التاريخ الطبيعي، والذي يركز عمله على تأثير التلوث البلاستيكي على الطيور البحرية، إنه من “الصادم” رؤية تأثير الجسيمات البلاستيكية على المياه في هذه الدراسة.
وأوضح في حديث لوكالة أنباء “برس أسوسييشن” (PA): “نحن مهتمون حقا برؤية كيف يتغير البلاستيك وأيضا ما يطلقه في الماء .. لم نشاهد فقط أن بعض هذا البلاستيك قد تغير لونه بشكل واضح مع مرور الوقت، بل تحول إلى اللون الأصفر نتيجة تعرضه لأشعة الشمس. وأيضا بسبب البلاستيك الذي كان يطفو في الماء، بعد ستة أشهر أصبح الماء عكرا نوعا ما، ويمكنك أن ترى أن هناك نوعا من الزبد على السطح. لذا فإن هذه المواد البلاستيكية تطلق شيئا ما في الماء أثناء تحللها، وهذا يشبه إلى حد ما ما تتوقع رؤيته يحدث في المحيط”.
ويقول الخبراء إنه من المعروف أن نحو 44% من أنواع الطيور البحرية تأكل البلاستيك، وبعض الأنواع تتأثر بشدة بشكل خاص، ما يسبب سوء التغذية وأمراضا جديدة.
ويشرح الدكتور هوليس: “من المؤكد أن البلاستيك الموجود في معدتها كبير جدا بحيث لا يمكن تمريره ولن يتحلل بسهولة. لكن المشكلة هي أنه من منظور كيميائي، قد يكون حمض المعدة كافيا لإطلاق البلاستيك مواد كيميائية، كميات صغيرة منها. ولكن حتى كمية صغيرة يمكن أن تكون سامة جدا. لذلك نريد حقا أن نعرف كيفية حدوث هذه العملية”.
ويأمل الدكتور هوليس أنه من خلال قياس الأنواع المختلفة من البلاستيك التي تأكلها، بالإضافة إلى الحجم والشكل واللون، سيتمكن من فهم سبب اعتقاد الطيور البحرية بأن التلوث البلاستيكي هو طعام، وما هو البلاستيك الذي يسبب أكبر قدر من الضرر عند تناوله.
ووجد العلماء أن طيور جلم الماء الفاتحة القدم تأكل بشكل حصري تقريبا المواد البلاستيكية منخفضة الكثافة مثل البولي إيثيلين، وهذا على الأرجح لأن هذه الأنواع تتغذى فقط بالقرب من سطح المحيط حيث تطفو هذه المواد البلاستيكية.