أنسايد نيوز/ دعا رئيس ائتلاف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، اليوم الاثنين ، الى سلمية التظاهرات والاعتراضات السياسية ووفق السياقات الدستورية والقانونية.
وقال الحكيم خلال خطبة صلاة العيد في بغداد، وتابعتها “انسايد نيوز”، إن “دیـننا الحنیف یـؤكـد عـلى مـشاركـة المسؤولـیة في مـسارات الإصـلاح والأمر بـالمعروف والنھـي عـن المنكر، فـكلكم راع وكلكم مسؤول عـن رعـیته، وفـي ظـل الـتطورات الـتي تشھـدھـا سـاحـتنا المحـلیة ومـنطقتنا الـعربـیة والإسلامیة نود الإشارة إلى عدة أمور”، مبينا اننا “مـا زلـنا نـدعـو إلـى ضـرورة حـسم مـنصب رئـاسـة مجـلس الـنواب.. وأن لا یـبقى ھـذا الموقـع الـمھم شـاغـرا نـتیجة الاختلافات السـیاسـیة بـین الجھات المعنیة في الترشـیح”.
واضاف أننا “كنا واضحین وحریصین منذ البدایـة عـلى أن یـتم حسم ھـذا المنصب بالتوافق بين إخـوتـنا وشركائـنا في العمل السـیاسـي مـن دون الـدخـول فـي جـولات التنافس داخل مجلس النواب”، مؤكدا ان “مـضي أكـثر مـن سـبعة أشھـر عـلى شـغور ھـذا الـمنصب لا یخـدم الـعملیة الـدیـمقراطـیة ولا قـواعـد الاسـتقرار السـیاسـي الـذي نـدعـو إلـى ضـرورة الـحفاظ عـلیها مـن أجـل الاسـتمرار فـي تـقدم عجـلة الـبناء والـتطویـر فـي بـلدنا الحبیب”.
وتابع الحكيم “وھـنا أدعـو جـمیع الـقوى السـیاسـیة إلـى حـسم ھـذا الاسـتحقاق الـوطـني وفـق الآلـیات الـدسـتوریـة والشـراكـة الـوطـنیة مـن دون تـعطیل وأن لایـكون سـببا للصراع والـخلاف بـین أبـناء الـمكون الـواحـد فـقوتـنا تـكمن فـي وحـدتـنا ولا وحدة من دون تنازل وإیثار”، مشيرا الى اننا “واجھـتنا مـصاعـب ومـعوقـات كـبیرة فـي الـعمل السـیاسـي طـیلة الـسنوات الـماضـیة اسـتطعنا تجاوزها بـفضل ﷲ وحـكمة العراقیینو بل وأصبحت تجارب وقواعد حیة یسُتفاد منھا في المواقف السیاسیة المشابھة”.
واكد أن “الـوعـي والتجـربـة السـیاسـیة الـتي وصـلنا إلـیھا الـیوم تـحتم عـلینا عـدم الرجـوع إلى مربـعات الـخلاف والـتناحـر المفتعل لأغراض سیاسیة آنیة ومؤقتة”، داعيا ان “تكون التظاهرات المطلبية والاعتراضات السياسية بطريقة سلمية و وفق السياقات الدستورية والقانونية وتجنب التحريض الشعبي والتأليب الجماهيري في مدننا الآمنة والمستقرة، وإنـنا نراھن على وعي شعبنا وشبابنا في عدم الانجرار إلى دعوات التصعيد بالطرق غیر السلمیة”.
وشدد الحكيم على انه “یـجب أن نـشارك جـمیعا فـي زیـادة مـعدلات الاعـمار والـتطور وأن لانـنشغل عـن إسـتراتـیجیة الاسـتقرار الـدائـم للبلد، وأي ھدر للوقت سیكون على حساب الفرص التي یجب أن نستثمرھا لتحقيق التقدم والازدھار”.
وفي المجال الاجتماعي استدرك الحكيم، ان “بناء الأسرة العراقیة والحفاظ علیھا تعد من أولى الأولویات الماثلة أمامنا، حيث أشار الدستور العراقي في المادة 29/ أولا ما نصه “الأسرة أساس المجتمع وتحافظ الدولة على كیانھا وقیمھا الدینیة والأخلاقیة والوطنیة”، لاسيما في ظل الإحصائیات التي تتكلم عن التحدیات والمخاطر الكبيرة التي تحیط بالأسرة العراقیة من حیث زیادة معدلات العنف الأسري وانتشار ظواھر الانحراف وضعف الرقابة الأمنیة والتربویة على منصات الانحلال والمحتوى الهابط وغیرھا من الأدوات والأسالیب التي تعمل على خطف شبابنا واستھداف قیم أسرنا العراقیة الأصیلة وثوابتها”.
واردف، “بالأمس كنا نحارب الإرھاب بصنوفه وصوره وأشكاله كافة وما زلنا نحارب التطرف والفساد وكل ما یھدد أمن بلادنا وسیادته، أما الیوم فإن حربنا هي حرب فكریة قيمية بامتیاز وھي من أخطر الحروب وأشدھا ضراوة على الأمم ولا بُدَّ من أن نستعد لھا بید واحدة حكومةً وشعبًا مؤسسات وعشائر أفرادًا ومنظمات ولا یمكن المواجھة من دون إدراك حقیقة الخطر الذي یھدد أمن أسرنا وشبابنا فلا يختلف اثنان في مستوى الخطر الفكري الذي نواجھه الیوم، ومستوى التھاون من بعض الغافلین والمستغفلین عن ثوابتنا الأخلاقیة وقیمنا الدینیة”.
وطالب الحكيم من “جمیع المؤسسات التربویة والقضائیة والإعلامیة، فضلا عن العشائر وبإشراف مباشر من الحكومة إلى تحدید أھم المخاطر التي تھدد الأسرة العراقیة ومستقبل الشباب، والعمل على معالجتھا بطرق علمیة مدروسة وبمھام محددة لكل مؤسسة حكومیة أو مجتمعیة وأن یساندھا في ذلك حملات توعویة جادة ومسؤولة عبر القنوات الرسمیة للدولة وجمیع القنوات والمؤسسات الأخرى في مواجھة الممارسات التي تعرقل الإصلاح المجتمعي، وأن لانبالي بالدعوات المزیفة المستوردة من خارج وسطنا الثقافي بدعوى الحریة”، منوها انها “حرية منفلتة ومتحللة لاعلاقة لھا بحریة الكلمة المسؤولة والواعیة”.
وبالمجال الاقتصادي، ذكر رئيس تحالف قوى الدولة، أننا “نشعر بارتیاح تجاه حركة الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في التطور العمراني والمسار الإصلاحي في مجالات عدیدة”، مشيدا “بجهود رئيس الوزراء وفريقه الحكومي على هذه المساعي المشهودة”، مؤكدا أننا “نرى في جهدهم تمثيلا لبرامجنا ومشاريعنا التنموية في جعل العراق ورشة عمل كبرى، على مدار الساعة، ونعتقد أن الاستمرار بهذا النهج هو الحل، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من الدعم المجتمعي والسياسي، فكلنا في مركب واحد ومصير واحد”.
ودعا الحكيم “الحكومة إلى الاصرار على نقل العراق إداريا وخدميا من النمط التقليدي الورقي إلى التحول الرقمي الشامل، لتقليص مساحات الفساد وتسريع الإجراءات وتبسيطها وتقليل النفقات والحفاظ على كرامة المواطن واحترام وقته وعمره و طاقته”.
وفي المجال الإقلیمي والدولي، اكد الحكيم، ان “القضیة الفلسطینیة ما زالت الشغل الشاغل لوعي الأمة العربية والإسلامیة وضميرها وكل شعوب العالم الحر وستبقى كذلك”، مبينا ان “كلمات الشجب والاستنكار ما عادت تنفع مع منطق الاستھتار الصھیوني بالقانون الدولي والإنساني، وھو ما بدأ العالم یستشعره ویدركه وإن كان متأخرا”.