وقف العالم مذهولا امام زيارة اربعينية الامام الحسين، بعد ان جسد العراقيين قيم الثورة المباركة بابهى صورها.
وبعيدا عن مشاهد كرم وشجاعة العراقيين التي لا نظير لها، فان اوضح الملامح التي تم تسجيلها في هذه الزيارة هي ازدياد اعداد الزائرين من الديانات الاخرى الذين اعلنوا ان الحسين هو ملهمهم ومصدر قوتهم في مواجهة الظلم والاستبداد.
ومن هؤلاء هو النائب الايزيدي محما خليل، الذي وصف الثورة الحسينية والمسير صوب كربلاء باجمل وصف.
وقال خليل “جدد العراقيون في هذه الأيام الخوالد عهد المحبة والولاء لسيد الشهداء الامام الحسين واهل بيته الكرام عليهم السلام، واصحابه العظام رضوان الله عليهم، فهذه الثلة العظيمة سطرت أروع ملاحم التمسك بالمبادئ والوقوف ضد الظلم، لينهل العراقيين من منهلهم العذب ويتزودوا بسيرتهم التي تلازمت مع شخصيتهم من كرم وشجاعة وتضحية بالغالي والنفيس من اجل هذه المبادئ التي ابهروا بها العالم اجمع.
واضاف ان الصورة التي رسمها العراقيون من خلال التئامهم في زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام، جسدت ابهى قيم الوحدة في طريق الحسين الذي يستحق ان نطلق عليه طريق الحق الذي يؤدي الى قبلة الانسانية والاحرار التواقين الى الحرية والتحرر من كل انواع الظلم والخنوع، فالحسين عليهم السلام علم الانسانية فلسفة انتصار الدم على السيف.
وتابع ان ما رأيناه في اربعينية الامام الحسين، من تلاحم منقطع النظير للشعب العراقي، وهو يغدق على الزائرين بكل ما يملك من مأكل وملبس ومنام وسهر الليالي، جسد الكرم العراقي بابهى صورته، وبدعم من القوات الامنية والقوات المتجحفلة معها، لتكون هذه الصورة اعجوبة لكل العالم التي لا يضاهيها اعجوبة.
واكد ان لهذه الزيارة المباركة ابعادا ودلالات استراتيجية وإنسانية وطنية، للتعايش بين المكونات ان كانت قومية او مذهبية او دينية، والتي تجمعت حول الحسين، فلا فرق بين شيعي وسني او ايزيدي ومسيحي، او عربي وكردي، فكلهم نهلوا من منهل الحسين امام الانسانية، الذي رفع شعاره الخالد : (هيهات منا الذلة).
وعد ان القيمة الحقيقية لهذه الثورة الخالدة، وهذه المسيرة المهيبة نحو مرقده المبارك، علمت العالم الانسانية الحقيقية التي درسها العراقيون واصبحت نهجا لهم بالوقوف ضد الظلم والفساد والفاسدين الذين قتلوا الأبرياء وسرقوا مالهم العام واكتنزوا ما سرقوه بخزائنهم وحرموا فقراء هذا الشعب من حقوقه.
ونحن كأيزيديين، من اوائل المتمسكين بالقيم الانسانية التي خرج لاجلها الامام الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان، واتخذنا من سيرته العطرة منهجا لنا في الحفاظ وانتزاع حقوقنا، لاسيما وان مسيرة الاربعينية الخالدة تزامنت مع ذكرى الابادة الجماعية التي تعرضنا لها على ايدي تنظيم داعش الارهابي.
وطالب كل احرار العالم، بالوقوف مع المكون الديني الايزيدي والمطالبة بحقوقه المشروعة، واسترجاع المختطفين والمختطفات وتخليصهم من براثن سجون الدواعش.
وناشد الحكومة الالتزام بالمنهج الحسيني الاصيل والتمسك بحبل نجاته لإنقاذ العراق والعراقيين والعبور به الى بر الامان.
فتحية للحسين ، وتحية للعراقيين الشرفاء الذين ساروا على طريقه.
واعلنت العتبة العباسية المقدسة، ان عدد زائري الأربعين هذا العام بلغ 21 مليوناً و480 ألفاً و525 زائرا.