تصاعد التوترات بين العراق ودول الجوار بسبب سياسات بناء السدود والقنوات

بغداد / طه الحضرمي

في الآونة الأخيرة، تصاعدت التوترات بين العراق ودول جواره بشأن مسألة المياه، وخاصة بينه وبين تركيا وإيران، حيث تعتبر هذه الدول من المنابع الرئيسية لمصادر المياه في المنطقة. ومن بين العوامل المسببة للتوتر تأتي سياسات بناء السدود والقنوات التي تقوم بها تلك الدول، مما ينتج عنه قطع العراق عن مصادر مياه رئيسية

فيما يتعلق بتركيا، فقد بنت الدولة العديد من السدود على نهر الفرات، مثل سد “أتاتورك” وسد “كيبيكوي” وسد “اليسو”، وهذه السدود قد قطعت التدفقات المائية نحو العراق، مما أثر سلبًا على إمدادات المياه والقطاعات الاقتصادية العراقية المتعددة التي تعتمد عليها,

أما بالنسبة لإيران، فقد قامت ببناء العديد من السدود والقنوات على الأنهار التي تمر عبر أراضيها، مثل نهر الخليج، ونهر الزاب، ونهر كرخة، مما أدى إلى تقليل تدفق المياه نحو العراق. وقد أثر هذا الانقطاع على الزراعة والصناعة وحتى توفير المياه الشرب في العراق,

تجدر الإشارة إلى أن هذه السياسات ليست محاولات للعراق فقط، بل هي جزء من استراتيجيات هذه الدول لتلبية احتياجاتها المائية الخاصة. ومع ذلك، فإنها تتسبب في تدهور الوضع المائي في العراق، مما يزيد من التوترات الإقليمية والنزاعات وبالنظر إلى هذا الوضع، يجب أن تتخذ الأطراف المعنية خطوات عاجلة للتفاهم والتعاون في مجال إدارة الموارد المائية بطريقة مستدامة وعادلة. ينبغي للعراق وتركيا وإيران، بالتعاون مع المجتمع الدولي، أن يسعوا إلى وضع آليات لتبادل المعلومات والبيانات وتحديد حصص مائية عادلة لجميع الأطراف المعنية وأن لا تستخدم تركيا وايران المياه كملف ضغط على العراق لتحقيق مكايب اقتصادية وسياسية