فرضت الحكومة حظراً على نقل المواشي بين مدن جنوب البلاد والوسط، مع إغلاق فوري لساحات بيع وعرض المواشي، وذلك ضمن إجراءات مواجهة “الحمى القلاعية” التي تفشت خلال الأيام الأخيرة في العراق وتسببت بنفوق المئات من رؤوس المواشي، وخاصة الجاموس، وخسائر ضخمة تُقدر بمئات الملايين من الدنانير.
ومع تسجيل إصابات جديدة في مناطق لم يتم تشخصيها مسبقاً بؤرَ انتشار، أعلنت وزارة الزراعة العراقية، مساء أمس الاثنين، عن منع نقل المواشي في خمس محافظات في جنوب البلاد ووسطها، وإغلاق مناطق بيع وعرض المواشي إلى إشعار آخر للحد من تفشي الحمّى القلاعية. وقالت الوزارة في بيان لها إنها “اتخذت عدداً من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار مرض الحمى القلاعية وتقويضه”.
وأكد البيان ,”منع حركة نقل الحيوانات الحية (الأغنام والماعز والأبقار والجاموس) من البؤر المرضية المشخصة في بغداد، وبابل، وديالى، والنجف، وواسط، إلى باقي مدن العراق وحتى إشعار آخر”، كما أعلنت أيضا عن “إغلاق كافة مناطق تجمع الحيوانات (ساحات العرض والبيع) إلى إشعار آخر”.
ولغاية الآن لم توضح وزارة الزراعة المسؤولة عن ملف الثروة الحيوانية بالبلاد سبب تفشي المرض، لكن مربي الماشية في جنوبي العراق ظهروا في تقارير إعلامية محلية وعلى مواقع التواصل يتهمون وزارة الزراعة باستقدام شحنة ضخمة من المواشي المصابة من جنوب أفريقيا، عبر ميناء البصرة، دون فحص.
وقــال ,” وكيل وزارة الزراعة العراقية مهدي الجبوري , أن “الوزارة اتخذت إجراءات صحية في المستشفيات والمستوصفات البيطرية لغرض الرصد والتحري عن المرض”، عازيا هذا الانتشار إلى ما وصفه بـ”المستعمرات غير النظامية” للمواشي، و”عزوف أغلب المربين عن تلقيح الماشية خلال حملات التحصين باللقاحات، ما أدى إلى ارتفاع الإصابات ونفوق أعداد منها”، مؤكدا أن الإصابات “لا تشكل أي خطورة على الإنسان عند تناول المنتجات الحيوانية”، لافتاً إلى استقرار أسعار اللحوم في الأسواق المحلية أخيراً.
وحول اتهامات مربي المواشي للوزارة قال إن “الوزارة تستورد اللحوم من مناشئ عدة، منها جيبوتي والصومال، لغرض تحقيق التوازن بين العرض والطلب، لا سيما بعد ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية”، مؤكداً “وجود محاجر للماشية والعجول والجاموس المستورد من أفريقيا لمدة 21 يوماً في إجراء احترازي مع متابعة الشهادات الصحية لضمان خلوِّها من الإصابات، وحتى وصولها إلى الموانئ العراقية”. وأشار الجبوري إلى أن الوزارة واجهت مشكلة في الشحنة الأخيرة الواصلة من أفريقيا التي ما زالت حتى الآن في المحاجر لمدة 14 يوماً في محافظة البصرة، إذ يتم التأكد من خلوِّها من الإصابات أو الأمراض، ولم يتم إطلاقها أو توزيعها حتى الآن”.