أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على أهمية الدور التاريخي للمكون المسيحي في بناء الدولة العراقية وتعزيز أركانها.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان وردنا أن الأخير استقبل زعيم الكلدان في العراق والعالم، البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو والوفد المرافق له.
وجرى، خلال اللقاء، بحث الأوضاع العامة في العراق، وأجواء الاستقرار السائدة في عموم البلد، التي ساعدت الحكومة على المضي في تنفيذ أولويات برنامجها وتطبيق رؤيتها المستقبلية في عراق قوي ومزدهر.
وعبّر السوداني عن ترحيبه بعودة البطريرك إلى بغداد وأهمية وجوده ودوره، مؤكداً حرص الحكومة على ترسيخ مبدأ التعايش والتآخي بين أطياف المجتمع العراقي للوصول إلى غاية المواطنة، التي تعد مفتاحاً للتقدم والازدهار وتحسين الواقع الاجتماعي لعموم العراقيين، وقد أكدت ذلك في منهاجها الوزاري.
وأشار إلى الدور التاريخي للمكوّن المسيحي العراقي، ومساهمته في بناء الدولة وتعزيز أركانها، مؤكداً أنّ البلد قوي ومتميز بأطيافه المتنوعة التي تعيش في رحاب خيمة العراق الأكبر، منوّهاً بمتابعته كلّ القضايا التي تتعلق بالمكوّن المسيحي وباقي مكونات العراق.
من جانبه، هنأ البطريرك رئيس مجلس الوزراء بمناسبة عيد الفطر، وأكد أهمية بذل المزيد من الجهود من أجل تمكين الحكومة في القيام بواجباتها تجاه أبنائها العراقيين، والارتقاء بواقعهم وتلبية كامل احتياجاتهم ومتطلباتهم، فضلاً عن متابعة قضايا الأقليات وتأمين حقوقهم.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن زعيم الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك لويس روفائيل ساكو، عن عودته الى مقره في العاصمة بغداد بدعوة شخصية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقالت الكنيسة في بيان، وردنا، إنه “بدعوة شخصية من رئيس مجلس وزراء العراق محمد شياع السوداني، وصل (مساء أمس الأربعاء) غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو برفقة المطران توماس ميرم الى بغداد”.
وأضاف البيان، أن “ممثلا عن رئيس الوزراء (حازم وطن) كان في استقبال ساكو في مطار بغداد الدولي وقاعة الشرف، ليتوجه بعدها إلى مقره في الصرح البطريركي بالمنصور، ترافقه صلاة الكنيسة الكلدانية”.
وتأتي عودة ساكو الى بغداد، قبل أيام من بدء زيارة مقررة لرئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى واشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن .
وفي وقت سابق، عبَّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، عن قلق الولايات المتحدة إزاء القرار الذي أصدره الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، بشأن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال، لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم.
واعتبر المتحدث الأميركي القرار الرئاسي العراقي “ضربة للحرية الدينية، ولهذا نحن قلقون للغاية، وانخرطنا مباشرة مع الحكومة العراقية لتوضيح مخاوفنا”، على حد تعبيره.
وقرر بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في مدينة اربيل بإقليم كوردستان، في فصل جديد من التوتر بينه من جهة وبين رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد وزعيم حركة “بابليون” المسيحية ريان الكلداني من جهة أخرى.
وأعلن ساكو، منتصف تموز/ يوليو 2023، الانسحاب من المقر البطريركي ببغداد إلى أحد الأديرة في إقليم كوردستان، منددا بـ”حملة” تشنها ضدّه حركة “بابليون” وبـ”صمت الحكومة”، على حد تعبيره.
كما شجب ساكو حينها، ما اعتبره “لعبة قذرة”، اقترح على من وصفه “حامي الدستور” -في إشارة إلى رئيس الجمهورية- بأن يولي الكلداني وشقيقيه مسؤولية “أوقاف الكنيسة”.
وردّ رئيس حركة بابليون ريان الكلداني، على هذا القرار في بيان نشره على حسابه في تويتر، قائلا “نرفض ما جاء في الرسالة، ونحن حركة سياسية ولسنا كتائب، ونحن جُزء من ائتلاف إدارة الدولة، ونؤكد أن قرار سحب المرسوم منه، هو قرار رئاسة الجمهورية، وليس بابليون”.
()